Admin •-«[ A d M ! N ]»-•
هل انت مرتبط : تقيمك للمنتدى : الجنسية : مصرى رقم هاتفك : 191353581 عدد المساهمات : 874 تاريخ الميلاد : 20/09/1994 تاريخ التسجيل : 11/05/2009 العمر : 30 الموقع : https://a77m.ahlamontada.net/ العمل/الترفيه : the love المزاج : LOVLY تعاليق : نحاول التميز من اجل منتدى افضل لكم
| موضوع: علاء الغطريفى يكتب: وطن ما بعد الرئيس الإثنين يناير 04, 2010 1:32 am | |
| نهار قائظ فى أحد أيام عام ٢٠٢٠، وسط المدينة أغلقه الجنود المدججون بالسلاح خوفاً من اقتراب المظاهرات المناهضة للرئيس المدنى الذى جاء بانتخابات يشوبها التزوير، النخبة السياسية الحاكمة تمنح تأييدها للرئيس الجديد لتظل مصالحها محمية وتترجمه عناوين صفحات الصحف الحكومية، رجال أعمال يسيرون بسياراتهم الفارهة فى خيلاء إلى قاعة البرلمان متجاوزين الكمائن الأمنية ليحتفلوا مع الرئيس بأول خطاباته أمام البرلمان الذى أصبح كل أعضائه منهم.فى الطريق، الرئيس المدنى يركب سيارة ضد الرصاص وكاميرات التليفزيون الحكومى تلاحق موكبه، والمذيع يردد: «إنه الوطن الجديد، القائد نصير الفقراء يتجه إلى ممثلى الشعب لإلقاء كلمته»، ويصرخ المذيع من فرط الحماسة: «إنه ابن البلد، ابن الفكر الجديد، رمز الإصلاح، أول رئيس مدنى منذ الانقلاب السابق».الهتافات تأتى من الميدان الشهير «لا للاستبداد ..لا للقهر، نحن مواطنون ولسنا رعايا»، واختلطت الهتافات بأصوات عصى الأمن المركزى وركلات أقدام فرق الكاراتيه، ومحررو الصحف ومراسلو الفضائيات يتزاحمون لالتقاط أقسى المشاهد فى نهار الرفض والغضب.الرئيس يخطب وسط تصفيق وهتافات تخرج من القاعة التاريخية، يشير بيديه ليستكمل كلماته، ليصرخ أحدهم فى القاعة «والله راجل وابن راجل «فيغرق الجميع فى تصفيق حاد، يبدأ الرئيس الجديد كلماته: «جئت اليوم لأؤكد لكم أننى مع الفقراء ومحدودى الدخل، سأعزز مسيرة الديمقراطية وحقوق المواطنة».. يقطع كلماته نائب معارض «سجونكم امتلأت بالمعتقلين يا ريس»، فيستكمل الرئيس غاضباً «سنضرب بيد من حديد على أيدى الإرهابيين»، وتهتف الموالاة «يعيش الرئيس وحزبه الحاكم».غاب الإسلاميون عن البرلمان قصراً، فالانتخابات البرلمانية انتهت بإقصاء منظم بتحالف انتخابى بين المعارضة والحزب الحاكم.الرئيس الجديد اختار، رغماً عن أنفه، نائباً للرئيس، ينتمى للمؤسسة السيادية الأولى التى رأت فى وجود أحد أفرادها على رأس السلطة ضمانة لاستمرار امتيازاتها، وانتشرت قوات الأمن فى المواقع الحيوية والاستراتيجية للدولة وحول مبنى الإذاعة والتليفزيون، لتؤكد المؤسسة رضاها وتأييدها للرئيس الجديد القادم من خارجها.البرجماتية تحكم الجميع، الرئيس الجديد يبدأ مسيرته بتنازلات للمعارضة والنخبة الحاكمة، ويعين فى المناصب الكبيرة رجال الأعمال الذين مولوا شراء الأصوات وحملته الانتخابية، لا يفوته بالطبع مغازلة الأقوياء من النظام السابق فيمنح بعضهم مناصب لترضيتهم أملاً فى استغلال الوقت تمهيدا للإطاحة بهم.الصحف الحكومية تتغير قياداتها لتتناسب مع العهد الجديد، فى محاولة لتصحيح صورة سلبية عن النظام، فالقيادات الجديدة كُتاب محسوبون على تيارات مستقلة ومعارضة، يريد النظام من الاستعانة بها بدء صفحة مختلفة لتكون جزءا من الترويج لفكرة الاختلاف حتى تستقر الأوضاع فى ظل غليان الشارع الذى لا يخلو يوما من مظاهرة رافضة للانتقال الحالى للسلطة.يغلى المرجل، وتنتظر الجماهير بأمل، أن تتغير الأوضاع، الحديث لا ينقطع فى المقاهى والمنتديات عن القهر والتسلط، وقوى معارضة تعلو أصواتها فى الصحف المستقلة والمعارضة وبرامج التوك شو، فيلجأ الرئيس الجديد إلى سن قوانين لمحاصرة الإعلام وتقويض قوته بدافع التنظيم لكنه إجراء للعصف بحرية الرأى والتعبير.الإشارات القادمة من الغرب إيجابية تطلب التعاون مع النظام الجديد طمعاً فى تأمين مصالحها فى المنطقة، مع دعوات بتطويع العلاقات مع الجيران خاصة حليفته المدللة، الرئيس الجديد لم تفته الفرصة وأحرز هدفاً فى المرمى بالتأكيد على العلاقات الاستراتيجية التى تربط بلاده بالغرب، مع التذكير فى صحف الحكومة بعقليته وتعليمه الغربى.الرئيس الجديد يعود بموكبه إلى قصره بالضاحية الغنية، بعد إلقاء خطابه فى البرلمان، وفى منتصف الطريق وفى أحد الميادين التى يتوسطها تمثال لسلفه تخرج عليه مجموعة مسلحة، تحمل رشاشات تصوب لسيارته وابل من الرصاص وتغتال حراسه، ويقتربون منه لتصفيته فيردونه قتيلاً بعد أن صوب أحدهم رشاشه إلى رأسه، الأمن فرض حظر التجول ورئيس الجمعة الوطنية ينعى الرئيس فى بيان مقتضب، ويتهم إسلاميين وجهات معارضة بالوقوف وراء اغتيال الرئيس، البلاد تغلى، والسيناريوهات مفتوحة، والسبل ضيقة، والخيال انتهى، والفوضى قريبة، فالأمة لم تستفد من أخطائها والطريق موحش يخشاه السالكون. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|