Admin •-«[ A d M ! N ]»-•
هل انت مرتبط : تقيمك للمنتدى : الجنسية : مصرى رقم هاتفك : 191353581 عدد المساهمات : 874 تاريخ الميلاد : 20/09/1994 تاريخ التسجيل : 11/05/2009 العمر : 30 الموقع : https://a77m.ahlamontada.net/ العمل/الترفيه : the love المزاج : LOVLY تعاليق : نحاول التميز من اجل منتدى افضل لكم
| موضوع: د. مبروك عطية يكتب : الإسلام وعلاج العمى (١) الجمعة يناير 01, 2010 5:16 am | |
| إن عمى العينين هين وإن كان ثقيلاً شاقاً، وضرباً من ضروب الابتلاء، يصبر من ابتلى به، وللصابرين الجنة، قال تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب». فأعمى العينين يحتاج إلى دليل يقوده، وقد يرى الدليل بعينى الأعمى -أعنى بعين قلبه- ما لا يراه بعينى رأسه، فكلاهما لصاحبه نافع: المبصر يرى الطريق فيتجاوز الحفر والأشواك وغيرهما، ويصل بصاحبه إلى بر السلامة، وقد رأى هو الآخر من صاحبه فكرة، فقد يكون صاحبه مثل أبى العلاء المعرى الذى ملأ الدنيا علماً، أو مثل طه حسين الذى ملأ الدنيا رعباً من فكره وتنويره. وقد خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبدالله بن أم مكتوم على المدينة أكثر من مرة، يؤم الناس بأمر سيد الناس - صلى الله عليه وسلم- وهو من عاتبه فيه ربه، فأنزل فيه «عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى»، وفى هذه الآيات يقول الله عز وجل: «وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى»، وكفى الأعمى شرفاً أن يكون من الساعين إلى الخير، الذين يخشون ربهم، فماذا تقول فى مبصر يرى بعينيه الطرقات، ويبصر الأشجار ويدرك الفرق بين النور والظلمات، وهو -بما فى ذلك عيناه- مجرد كاميرا صماء، تصور الأشياء، ولا يسعى إلى جلب خير، ولا إلى تحقيق منفعة، فماذا فعل بعينيه، وأى قيمة لهما وهما حبيبتان لصاحبهما، ونعمتان من كبرى النعم، قال عز وجل: «ألم نجعل له عينين»، فالعمى الحقيقى فى الإسلام هو عمى الإنسان عن الحق، ولذا قال الله تبارك اسمه: «فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور»، فإذا عميت القلوب التى فى الصدور عميت لها العينان اللتان فى الوجوه، وإن كانتا مبصرتين، وقياس النظر فيهما على ما يقول الأطباء ستة على ستة. وفى كتاب الله تعالى حديث عن الناس يوم القيامة مما جاء فيه قوله تعالى: «ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى»، فكيف يحشر الإنسان أعمى، وأهوال يوم القيامة يراها كل من بعثه الله -تعالى- للحساب، إنه يرى ما وعد الله به ورسوله من زلزلة وبعثرة، وسماوات غير السماوات المعهودة وأرض غير الأرض المعروفة، يرى نفسه ويبصر بلغة القرآن الكريم «يبصّرونهم» أى لا يخفى الخليل على خليله، ولا الأم على ولدها، ولا الولد على أمه، يبصّرونهم أى يرونهم، حيث لا ينفعونهم، ولولا أن هذه غاية مقصودة، وهى أن يرى كل حبيب حبيبه وقت الشدة والحاجة ولا خير له فيه، فـ«كل امرئ بما كسب رهين»، ولولا هذه الرؤية لقال قائلهم: لو رآنى حبيب لنفعنى، ولولا أننى لا أراه لرجوته حسنة من حسناته، فالله عز وجل يقول له: هذا هو أمامك، فلتنظر إليه، وها أنت ذا أمامه، فلينظر إليك، ولتر ما هو صانع بك، ولير ما أنت به صانع، لا أحد فيكم ينفع أحداً «يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه». فكيف يفهم معنى قول الله عز وجل: «ونحشره يوم القيامة أعمى»؟ إن أفضل تفسير له ما ذكره ابن كثير وغيره من أن معنى العمى يوم الحشر ألا يكون له رصيد من الخير عند الله ينفعه، فالأعمى يوم القيامة هو من لم يجد فى ميزان أعماله حسنة ينجيه الله بها من عذاب النار. هذا هو العمى فى الحقيقة، وهو كذلك فى الدنيا، فالذى لا يعرف سبل الخير المشروعة فى الدنيا أعمى، وإن كان مقياس نظره ستة على ستة، أرأيت لو أن جماعة ساروا معاً إلى بلد بعيد، وصلوا إليه، وكان لكل واحد فيهم منزل ينزل فيه فى هذا البلد إلا واحداً، فمن سيقف مكانه حائراً كالأعمى إلا هذا الذى لا منزل له، كل سوف يمضى إلى منزله، مهتدياً إليه ما عدا هذا الذى يرجو أن يدعوه أحد من رفاقه إلى منزله (يسحبه). من أجل هذا كان إعداد العدة من البصيرة، وكان التواكل الذى يظنه كثير من الناس توكلاً من العمى، فهل تظن أن فينا- والعياذ بالله -عمى أم أننا جميعاً والحمد لله مبصرون؟! أستاذ ورئيس قسم اللغويات بجامعة الأزهر | |
|