Admin •-«[ A d M ! N ]»-•
هل انت مرتبط : تقيمك للمنتدى : الجنسية : مصرى رقم هاتفك : 191353581 عدد المساهمات : 874 تاريخ الميلاد : 20/09/1994 تاريخ التسجيل : 11/05/2009 العمر : 30 الموقع : https://a77m.ahlamontada.net/ العمل/الترفيه : the love المزاج : LOVLY تعاليق : نحاول التميز من اجل منتدى افضل لكم
| موضوع: «أبوحصيرة».. مولد الاستفزاز السنوى الإثنين يناير 11, 2010 1:53 am | |
| ١١/ ١/ ٢٠١٠ «السلام عليكم.. وعليكم السلام.. لو سمحت أروح دمتيوه إزاى؟.. دمتيوه.. إنت يهودى ولا إيه؟.. ليه بتقول كده؟ ما هو أبوحصيرة ده بتاع اليهود». تلك الكلمات كانت جزءاً من الحوار الدائر عند مدخل مدينة دمنهور مع أحد سكان قرية «دمتيوه» التى يطلق عليها بعض سكانها اسم «دمتو» بكسر الميم وتشديد التاء. «دمتو» تعانى من تلال القمامة وبحيرات الصرف الصحى وانقطاع الكهرباء والتجاهل طوال العام.. ولا يتذكرونها بالنظافة والرعاية إلا مع قرب وصول المحتفلين اليهود، فتنطلق اللوادر لإزالة أكوام القمامة، ويبدأ الأمن فى تكثيف إجراءاته لتأمين الزوار القادمين، من غضب أهالى القرية الذين يشاهدون طوال العام الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ولم يبتعد عن ذاكرتهم عدوان غزة، فكان حاضراً فى حوارات «المصرى اليوم» مع الجميع هناك، فلم تتحدث الصحيفة مع أحد إلا وكان الغضب مما حدث فى غزة يؤرقه ويثير كراهيته لزوار الضريح. فمنهم من يتحدث عن تأنيب الضمير بسبب وجود «يهود» فى البلدة، وآخرون يشكون اضطرارهم للبقاء داخل بيوتهم كإجراء أمنى للزوار غير المرغوب فيهم، وكان السؤال الأبرز الذى طرحه المواطنون دون أن يجدوا له إجابة هو: إذا كان الإسرائيليون لا يفتحون أبواب المسجد الأقصى للصلاة، فلماذا تفتح لهم أبواب القرية لزيارة الضريح؟!مشاعر الناس فى قرية قدرها أن تكون موطن «ضريح يهودى»هى قرية صغيرة يربطها بمدينة دمنهور كوبرى «أبوالريش» الذى تمر عليه جميع وسائل النقل من سيارات ودراجات.. وحمير. ولولا ضريح أبوحصيرة لما كان أحد سمع عنها. القمامة المنتشرة عند المدخل الجنوبى وشمالا عن الكوبرى، تتم إزالتها سنويا قبيل زيارة اليهود للضريح باستخدام لودرات. الطابع الريفى يغلب على المكان الذى حرص كثير من سكانه على التعليم فخرج من بينهم مهندسون وأطباء ومحامون.يومان قضتهما «المصرى اليوم» فى «دمتيوه» ترصد مشاعر الناس وردود أفعالهم على ما يحدث ورواياتهم المختلفة حول من يرقد فى ذلك الضريح، وحول ديانته. الحاج «م.س»، طلب عدم ذكر اسمه، خوفا من «التعرض للأذى»، تحدث بغضب شديد معتبرا أنه «كان يوماً مشؤوماً» يوم مات ذلك الرجل فى مصر، «دى شوكة اتزرعت» فى ظهر المسلمين لم ينلنا منها غير وجع الدماغ ووقف الحال طوال هذا الشهر من كل عام. هذا بخلاف «تأنيب الضمير» الذى يشعر به الناس فى القرية بمجرد سماع اسم صاحب الضريح أو مشاهدة أى «يهودى جوه بلدنا».وكان واضحا أن «م. س» لم يكن يقصد اليهود كديانة بقدر ما يعنى الإسرائيليين، واستكمل حديثه قائلا: «مش كفاية اللى بيعملوه فى فلسطين؟ كمان جايين ينغصوا عيشتنا هنا فى بلدنا كل سنة». ففى نفس التوقيت من كل عام ينقطع الإيقاع الطبيعى للحياة، فتظهر عربات الأمن المركزى والجنود الذين «يملأون الدنيا»، والتعليمات بعدم إزعاج زوار الضريح، وأحيانا يتم منع البعض من الخروج من منازلهم، رغم أن أهالى البلدة –وفقا لـ«م.س»- لا يشتركون فى مظاهرات ولا احتجاجات، لكنهم رغم كل شىء غير قادرين على تحمل أن يدخل «الصهاينة» القرية دون أن يقدم الناس على أى اعتراض وفوق كل شىء يجبرون على البقاء داخل بيوتهم.اليوم الأول: كان الوصول إلى الضريح أمرا مستحيلا، قرابة ٢٠ سيارة أمن مركزى منتشرة لتأمين القرية، وبالخارج تشهد المدينة حراكا أقرب إلى «الفوران». الجميع يتحدثون عن أبوحصيرة واليهود، يصعب مشاهدة شخصين أو أكثر يتحدثون دون أن يكون الضريح جزءا من حوارهم، وعما يشعرون به من «قهر وذل». تأهب وانتظار فى القرى المجاورة ولامبالاة من البعض الآخر، مناوشات بين الأمن وسكان مدينة دمنهور والقرى المجاورة.. تبدأ تظاهرة أمام الكوبرى فيحبطها الأمن، وتنطلق أخرى عند محكمة النقض يشارك فيها أغلبية التيارات بدمنهور بداية من الإخوان والناصريين وحزب الكرامة وحركة «لن تمروا»، وصولا إلى بعض الأهالى الذين شاركوهم بالهتاف ضد الاحتفالات.كان «سمير.ع» من بين المشاركين فى المظاهرة، وتحدث بغضب شديد قائلا «بذمتك ودينك إنت ترضاها على نفسك لما تشوف اليهود محتلين البلد بالطريقة دى؟». سمير، مسيحى الديانة، يرى أن «الصهاينة» ليس لهم مكان فى المدينة ولا حتى فى مصر كلها، ويتساءل مستنكرا: ألا يكفيهم ما فعلوه فى غزة؟. فى تلك القرية يشكو السكان عدم وجود صرف صحى وانقطاع التيار الكهربائى ومن القمامة التى تملأ البلدة، ويشكون أكثر من الاهتمام ببعض هذه المشكلات مرة كل عام قبيل المولد، فيتم إخلاء القرية من كل القمامة، وأحيانا– وفقا لسمير- من البنى آدمين أيضا، فيكون الجميع مجبرين على الدخول إلى بيوتهم التى ينتشر أحيانا «المخبرون» على أسطحها. ويستطرد سمير: الروايات كثيرة حول أبوحصيرة هل هو مغربى يهودى ولا مسلم، لكن ما أعرفه هو أنه من عائلة فى فلسطين وبالتحديد فى غزة اسمها عائلة «أبوحصيرة». وكان قادما من غزة إلى مصر بحرا ولكن السفينة تعرضت للغرق ولم يستطع الاحتفاظ سوى بحصيرة واحدة هى التى أنقذته من الغرق واستقر عند شاطئ أبى قير بالإسكندرية وسار مشيا إلى أن وصل القرية هنا ونام مكان الضريح ولف نفسه بالحصيرة وتوفى فى تلك اللحظة. ثم جاء لعمدة القرية منام وسمع هاتفاً يقول: «فيه واحد ملفوف بحصيرة فى البلد.. روح ادفنه». عند الصباح ذهب العمدة ووجده بالفعل وقام بدفنه وعمل ضريح له.ينزعج المصريون بشكل عام من فكرة وجود ضريح يزوره الإسرائيليون سنويا، لكن المشكلة الأكبر فى تلك القرية هى الحكايات عن الطقوس التى تتم داخله، وغالبا لم يتأكد منها أغلب الناس لأنهم لم يشاهدوها بأعينهم. يقول «م.م» الذى يسكن قرب الضريح: نرى دخاناً كثيفا يخرج من هناك ونسمع أصواتا غريبة تصاحب الاحتفال، يرتدى بعض الزوار زى الحاخامات، جلباباً أسود طويلاً وقبعة سوداء، بينما الباقون يرتدون ملابس أوروبية عادية، جميعهم تقريبا يرتدون الطاقية اليهودية الشهيرة. ومتحسرا على الماضى، يواصل: «زمان كانوا يحضرون إلى البلد فى نفس هذا الموعد يتجولون فى الشوارع وينفعوا البقالين بشراء زجاجة حاجة ساقعة أو شوية خضار، ولكن السنة دى الموضوع مختلف والأمن شديد اوى، وهما مانزلوش إلا عند الضريح دخلوا خلصوا ومشيوا ولا حد شاف وشهم ولا حتى نزلوا من فوق التبة اللى عليها الضريح.. غريبة دى يعنى؟». وبضحكة غريبة ينصرف إلى حال سبيله متكئا على عكازه الخشبى، ليأتى رجل بزى مدنى ذو وجه أصفر شاحب يملؤه شارب اسود كثيف تظهر من خلاله أسنان صفراء . يسأل عن «الهوية» وسبب وجودى بهذا المكان، قبل أن يجبرنى على الرحيل بحجة «ممنوع الصحافة».«ا.م» محام يقطن عند مدخل القرية الشمالى، يقول: «الإسرائيليون يأتون إلى هنا منذ فترات بعيدة، ولا يلتفتون إلى مشاعر المصريين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فهنا فى القرية وكذلك فى دمنهور كلها يتم الاحتفال بالأعياد الدينية بكل حب وإخوة بين المسلمين والمسيحيين، ولكن وجود أعياد صهيونية داخل بلادنا أمر نرفضه تماما». وبحزم يتابع: «نحن نقف ضد الصهيونية التى تقتل إخواننا فى غزة وجنوب لبنان». ويوضح أن هناك جدلاً كبيراً حول الروايات التاريخية عن «أبوحصيرة»، فلا توجد وثائق تؤكد يهوديته، لا يوجد أحد أثبت ذلك بالدليل القاطع، الأمر الذى يجعلنا نرفض مزاعمهم التى ينجم عنها استباحة الأرض المصرية من قبل هؤلاء الصهاينة الذين نشعر مع وجودهم هنا– كمسلمين ومسيحيين– بالإهانة. ويواصل: الإهمال يأكل فى جسد القرية، نعيش حياة بدائية مع تلال القمامة وأنهار الصرف الصحى، ولكن بمجرد أن يحل موعد مولد أبوحصيرة السنوى تحل معه «بركة» لا نراها سوى خلال تلك الفترة من العام، فيتم إزالة القمامة ليصبح الطريق «أخضر» أمام الصهاينة، وهو ما يخالف أحكام القضاء الإدارى التى صدرت بمنع إقامة مولد أبوحصيرة. «أ . ع» يتحدث عن الحركات الوطنية المتواجدة التى تحتج بشدة على إقامة مثل هذا المولد، مؤكدا أنها ولدت من رحم الشعور بالعار الوطنى الذى نراه ماثلا أمام أعيننا، فجميع أهالى دمنهور يستنكرون مثل تلك الاحتفالات، ويقول: «معظم أهالى القرية غير متعلمين، ولكن المتعلمين منهم أصبحوا أطباء ومهندسين ومحامين، فهل يفتح الإسرائيليون لنا أبواب القدس للصلاة بالمسجد الأقصى، حتى تكون هناك مساواة؟! إن ما يحدث هو قمة الظلم». اليوم الثانى: بدت القرية أكثر هدوءا، واختفت سيارات الأمن المركزى نهائيا، لم تظهر سوى سيارة «بوكس» عند مدخل القرية الشمالى . يضلك الأفراد عند سؤالك عن أى شىء حول قرية «دمتيوه». وبعد جهد و«تضليل» من جانب البعض وصلنا إلى ضريح أبوحصيرة. الطريق إليه ضيق تماما لا يسمح سوى بعبور سيارة واحدة، يحده مجرى مائى صغير من جانب، وزراعات من الجانب الآخر. مصدر أمنى قال لنا إن هذه المنطقة ملك لجهة سيادية بالدولة، ولا يمكن لأى شخص التواجد بها أو بيعها أو حتى البناء عليها. يظهر الضريح فوق تل عال محاط بسور حديدى، وتحرسه عناصر من الأمن. الحركة داخل القرية محدودة للغاية، ولا يرغب أحد من الأهالى فى الحديث إلى الغرباء، والجميع هنا يرد على أى سؤال بإجابة واحدة قصيرة جدا تتكون من كلمتين «الأمن مستتب». ويبدو خلف الضريح جامع كبير يتبع الطريقة الحامدية الشاذلية المنتشرة جدا هنا بهدف إعلاء كلمة «الله» فى وجه الصهاينة حتى لا ينسوا أنهم على أرض مسلمة. | |
|