«طوبة» أطاحت باثنين من المحافظين

اثنان من المحافظين الذين خرجوا فى
التعديل الحكومى المحدود أمس، تلاحقهما حكاية لافتة للنظر وتستدعى التوقف،
هى واقعة القذف بالطوب والحجارة.. المحافظ الأول الذى خرج فى
التعديل هو اللواء محمد هانئ متولى، محافظ جنوب سيناء، أما المحافظ الثانى
فهو الدكتور عزت عبدالله، محافظ بنى سويف، ورغم الفارق بين واقعتى الضرب
بالطوب التى حدثت فى محافظتين سياحية وساحلية، وبين الواقعة نفسها التى
تكررت بعدها بـ٧ أشهر، وتحديداً مع بداية العام الجديد (٢٠١٠)، فإنهما
يتشابهان فى أن سببهما واحد، وهو غضب واحتقان المواطنين عليهما من ناحية،
ومن ناحية أخرى عدم التعامل بحنكة ومرونة مع المشاكل الجماهيرية، ويبدو أن
«طوبة» المحافظين كانت سبباً فى خروجهما من منصبيهما.ففى شهر مايو
من العام الماضى، وبينما كان اللواء «هانئ»، محافظ جنوب سيناء، يزور مدرسة
جيل أكتوبر لحضور حفل نهاية العام الدراسى، فوجئ بمجموعة من شباب البدو ـ
قيل إن عددهم ٢٥ شاباً من أهالى شرم الشيخ أو ما يطلق عليهم السكان
المحليين للمدينة ـ يقتحمون عليه المدرسة فى محاولة للاعتداء عليه، وعندما
لم يتمكنوا من ذلك، قذفوه ومن معه بالطوب والحجارة، وفروا هاربين، بسبب
تصريحاته التى نشرتها «المصرى اليوم» قبلها بأيام قليلة، قال فيها: «البدو
يأكلون من القمامة.. ويعتبرونها أطعمة خمس نجوم»، بعدها مباشرة تقدم
«هانئ» ببلاغ للنيابة، يطلب فيه القبض على من وصفهم بـ«مثيرى الشغب».ويبدو
أن أهالى وسكان بنى سويف لن ينسوا بداية العام الجديد الذى شهد واقعة قذف
الطوب والحجارة على محافظهم، الذى أقيل فى التعديل الأخير بعد عامين فقط
من وصوله لمنصبه، فأثناء مرور موكب المحافظ أمام قرية بنى سليمان الشرقية،
مركز ببا، فى طريقه لتفقد مشكلة الصرف الصحى بالمنطقة، لاحظ أن بعض
الأهالى يحفرون أسفل طريق بنى سويف ـ المنيا الشرقى، لتوصيل كابل كهربائى
إلى الجهة الأخرى من الطريق، فما كان منه إلا أن اعترض على ذلك الإجراء،
فنزل من سيارته واقترب من المواطنين، قائلاً لهم: «اللى بتعملوه يعتبر
تعدى على الطريق العام».. فكانت المفاجأة للمحافظ قيام عدد منهم
برشقه ومن معه بالحجارة، مما أدى لإصابة السكرتير العام للمحافظة بالعديد
من الكدمات، ورغم أن ملف «عبدالله» تم إغلاقه كمحافظ بعد تركه منصبه، فإن
قضية قذفه بالطوب لاتزال مفتوحة، على الأقل أمام النيابة التى تباشر
التحقيق.