استنفار أمنى فى نيويورك عشية احتفالات رأس السنة.. وسيارة نقل تثير الرعب وتغلق «تايمز سكوير»

شددت الولايات المتحدة من إجراءاتها الأمنية فى مدينة نيويورك عشية احتفالات رأس السنة بعد إخلاء ميدان «تايمز سكوير» والمبانى المحيطة به ومنها مبنى بورصة ناسداك للتعاملات الإلكترونية لمدة ساعتين بعد إنذار خاطئ إثر الاشتباه فى سيارة بها متفجرات واقفة منذ عدة أيام عشية الاحتفالات التى تقام فى الساحة، بينما أمر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتوزيع الأدوية عبر البريد فى حالة وقوع أى هجمات جرثومية على المواطنين.
وأثارت سيارة نقل بيضاء من طراز «فان» الذعر والشكوك أمس الأول فى ميدان تايمز قرب شوارع التسوق الرئيسية فى نيويورك وأجبرت قوات الشرطة على إخلاء المكان والمبانى المحيطة وإيقاف المرور لمدة تجاوزت الساعتين خشية وجود متفجرات بالسيارة، وأعلن المتحدث باسم الشرطة بول براون أن الإنذار خاطئ،
وفتحت الشرطة الميدان بعد أن اكتشفت أن السيارة بها ملابس ولم يوجد بها أى شخص ولا تحمل أرقاماً، وأعلنت أنها تبحث عن صاحب السيارة بالتزامن مع استعدادها لتجهيز الميدان لاستقبال العام الجديد، حيث من المتوقع أن يحتفل فيه مليون شخص برأس السنة، بينما أكد المتحدث باسم بورصة ناسداك عدم تأثر التداولات بسبب الإخلاء المؤقت للمبنى.
فى الوقت نفسه، استنفرت شرطة نيويورك وشددت إجراءاتها الأمنية بمناسبة حلول رأس السنة، واحتشد آلاف الأشخاص ليل الخميس الجمعة فى الميدان لمتابعة العد التنازلى للدقائق الأخيرة من العام وهبوط الكرة البلورية العملاقة فى تايمز سكوير. وقال قائد شرطة المدينة ريموند كيلى «سيكون انتشار كامل لقواتنا»، معتبراً أن «نيويورك هى الهدف الأول للإرهابيين»، وأن الشرطة منتشرة بكثافة بالزى المدنى والعسكرى وفتشت كل المرائب المجاورة، وقال إنها مزودة بأجهزة لرصد الإشعاعات».
على صعيد متصل، احتجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى. آى. إيه) بعد اتهامها بعدم نشر المعلومات التى كانت فى حوزتها بشكل مناسب من والد الشاب النيجيرى عمر الفاروق الذى حاول تفجير طائرة ديترويت عشية عيد الميلاد،
وذكرت شبكة «سى. بى. إس» نقلاً عن مسؤول فى الاستخبارات أن الوكالة كانت تعلم بأن تنظيم القاعدة يحضر لـ«مفاجأة بمناسبة أعياد الميلاد» ولكنها لم تتمكن من استشراف محاولة الاعتداء الفاشلة على الطائرة أو التعرف على منفذها، وقال إن المشكلة تكمن فى أن المركز الوطنى لمكافحة الإرهاب يتلقى ٨ آلاف رسالة يومياً» ولم يتمكن من إدراج اسم الفاروق على لائحة الممنوعين من السفر للولايات المتحدة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أثيرت فيه تكهنات بإمكانية الإطاحة بدينيس بلير، رئيس أجهزة المخابرات، بعد الانتقادات اللاذعة التى وجهها أوباما أمس الأول لفشل المخابرات فى وقف الحادث، بينما أكد البيت الأبيض دعم أوباما لبلير ووزيرة الأمن الداخلى الأمريكية جانيت نابوليتانو. فى غضون ذلك،
أصدر أوباما قراراً أمر فيه الوكالات الحكومية والسلطات المحلية وإدارة البريد بوضع آلية لتوزيع المساعدة الطبية على المواطنين بواسطة البريد فى حال حصول اعتداء جرثومى، ويهدف القرار إلى استغلال ميزة السرعة التى يتمتع بها البريد للحد من الإصابات والوفيات، واستكمال الإجراءات المتخذة على مستويات أخرى،
وشدد القرار على أن الجمرة الخبيثة (أنثراكس) يجب أن تعتبر التهديد الأول، مشيراً إلى وجوب تقديم مشروع بشأن هذه الآلية فى غضون ١٨٠ يوماً، فيما وجهت سفارة واشنطن فى جاكرتا تحذيراً من وقوع هجمات فى جزيرة بالى الإندونيسية عشية رأس السنة.
بدورها، أكدت نابوليتانو أن الولايات المتحدة عازمة على «تحديد ومعالجة» مكامن القصور فى نظامها الأمنى التى سمحت بمحاولة الاعتداء على الطائرة الأمريكية، بينما أعلنت هولندا ونيجيريا أنهما ستستخدمان أجهزة مسح كامل لاجسام الركاب فى مطاراتهما بعد إحباط الهجوم على الطائرة، وهو الحادث الذى أثار مطالب فى الكونجرس بزيادة استخدام أجهزة مسح الجسم الكاملة ويقتصر الاستخدام الحالى لهذه الأجهزة على ١٩ مطاراً أمريكياً فقط.
من جانبها، دعت آن كولتر، الكاتبة الأمريكية المحافظة المعروفة بمواقفها العدائية ضد العرب والمسلمين، إلى بدء التمييز ضد المسلمين فى المطارات الأمريكية، وقالت إن هذا التمييز كان يجب أن يبدأ منذ حادث لوكيربى فى اسكتلندا.