[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فى الوقت الذى تزيد فيه السلطات الإيرانية تضييق الخناق على قوى المعارضة عبر سلسلة اعتقالات نفذتها غداة مظاهرات هى الأكثر عنفاً منذ إعادة انتخاب الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى يونيو الماضى، أدان الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشدة ما وصفه بـ«حملة القمع العنيفة والظالمة»، التى تشنها طهران ضد المتظاهرين الإصلاحيين، مؤكداً للمعارضة أن التاريخ «سيقف فى صفها».
وقال أوباما، من هاواى فى المحيط الهادئ، حيث يقضى إجازة الكريسماس، إن «الولايات المتحدة تنضم إلى المجتمع الدولى فى إدانته الشديدة للقمع العنيف والظالم للمواطنين الإيرانيين الأبرياء»، داعياً إلى الإفراج فوراً عن كل «الذين سجنوا ظلماً فى إيران».
وأضاف أوباما قائلا: «منذ أشهر لا يطلب الشعب الإيرانى سوى ممارسة حقوقه. وفى كل مرة كان يواجه بقبضة حديدية وحشية حتى خلال المناسبات الرسمية والأعياد الدينية»، معتبراً أن «قرار القادة الإيرانيين ممارسة الحكم بواسطة الترهيب والطغيان لن يدوم».
وأكد الرئيس الأمريكى من ناحية أخرى أن العنف فى إيران «ليس مرتبطاً بالولايات المتحدة»، موضحاً أن الأمر يتعلق بالشعب الإيرانى و«تطلعاته إلى العدالة وإلى حياة أفضل»، مؤكداً تضامنه مع الإيرانيين خلال «الأحداث الاستثنائية» التى تجرى فى بلدهم، ولفت أوباما ووزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند إلى أن القوات الإيرانية لجأت إلى العنف فى يوم «عاشوراء».
كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت فى وقت سابق إن قمع قوات الأمن الإيرانية للمتظاهرين «غير مقبول»، فيما أعلن متحدث باسم الخارجية الفرنسية أن فرنسا تعتبر أن «تفاقم العنف لا يؤدى إلى نتيجة» فى قمع المعارضة فى إيران، معرباً عن قلق بلاده وإدانتها للاعتقالات التعسفية وأعمال العنف التى ترتكب بحق المتظاهرين. أما روسيا التى تقيم علاقات جيدة مع إيران، فقد عبرت عن «قلقها» إزاء الاضطرابات، داعية الى «ضبط النفس».
فى الوقت ذاته، تظاهر مئات الأشخاص من الرعايا الإيرانيين والمواطنين الأوروبيين أمام السفارة الإيرانية فى بروكسل للمطالبة بوضع حد لقمع المعارضة الإيرانية، ورفع المتظاهرون لافتات طالبت بالإفراج عن المعتقلين.
فى المقابل، أكد عضو اللجنة القضائية فى مجلس الشورى الإسلامى موسى قربانى، أمس الأول، أن الشرطة لم تستخدم السلاح لتفريق «المشاغبين» فى طهران عقب مراسم الاحتفال بعاشوراء. وأضاف: «نحن نتابع هذه المسألة حالياً ونؤكد أن هذا العمل صدر من أنفسهم فى داخل المجموعات التى نزلت إلى الشارع، وأن عملية القتل كانت خطة مرسومة من قبل»، وأكد أن «هناك قوى إرهابية، منها منظمة مجاهدى خلق ومندسون يعملون بتحريض خارجى على إثارة الفتن والاضطرابات فى إيران».
فى الوقت نفسه، أكد الحرس الثورى الإيرانى وميليشيا «الباسيج»، أمس الأول، «استعدادهما التام» للتدخل ضد المعارضة، فيما دعت منظمة الدعاية الإسلامية - التى تنظم التجمعات والمظاهرات الرسمية الكبرى - إلى تجمع شعبى كبير اليوم فى طهران «ضد الذين لا يحترمون قيم عاشوراء» فى تلميح إلى المعارضة التى اغتنمت هذا اليوم لتنظيم مظاهراتها.
كانت مواقع معارضة إيرانية على الإنترنت أفادت بأن الشرطة فتحت النار على محتجين فى طهران أمس الأول، وأن ٨ أشخاص قتلوا فى العاصمة ومدن أخرى عندما خرج عشرات الآلاف من أنصار المعارضة إلى الشوارع فى احتجاجات مناهضة للحكومة، وبينما تحدثت تقارير عن ارتفاع محصلة القتلى إلى ١٥شخصاً، نفت الشرطة هذا الزعم، وذكرت أن تحقيقات تجرى بشأن عمليات «القتل المريبة»، موضحة أن أكثر من ٣٠٠ محتج اعتقلوا فى طهران، وأن العشرات من أعضاء قوات الأمن أصيبوا.
واعتقلت السلطات الإيرانية أمس الأول حوالى ١٥ قيادياً معارضاً، بينهم ٢ من مساعدى الرئيس الإصلاحى السابق محمد خاتمى و٣ من مستشارى رئيس الوزراء الأسبق زعيم المعارضة الحالى مير حسين موسوى، بحسب مواقع إلكترونية للمعارضة.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أمس الأول بأن الشرطة قررت إجراء تشريح لـ٥ من الجثث الـ٨ التى سقطت أثناء الاحتجاجات. ويبدو أن جثة نجل شقيق موسوى - الذى سقط بداية الأسبوع الحالى - من بين هذه الجثث.
ووصفت «إرنا» زعماء المعارضة الـ٣ موسوى ومهدى كروبى وخاتمى بأنهم «مثلث الفتنة»، ونقلت «إرنا» أيضا عن الجنرال الكبير فى الحرس الثورى على رضا جبارى تحذيرا للـ٣ من العواقب الوخيمة لتحركاتهم، معتبراً أن مصيرهم سيكون «فى مزبلة التاريخ».
من ناحية أخرى، أعلنت المحامية الإيرانية شيرين عبادى الحائزة على جائزة نوبل للسلام فى ٢٠٠٣، فى بيان نشر على موقع المعارضة الإلكترونى «رهسبز» أمس أن شقيقتها نوشين عبادى اعتقلت، معتبرة ان هذه الخطوة محاولة لممارسة الضغط عليها.
وقالت شيرين عبادى فى بيان إن شقيقتها «لا تمارس أى نشاطات سياسية»، وأضافت: «اعتقالها محاولة للضغط لأوقف نشاطاتى فى الدفاع عن حقوق الإنسان».